للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعريف الدعوة إلى الله]

الدعوة والدعاء لغة: الطلب. والدعاء إلى الشيء: الحث على قصده، والدعوة إلى الله - هي طلب الإيمان به وعبادته وحده لا شريك له والعمل بطاعته وترك معصيته، فإن الله سبحانه خلق الخلق لعبادته كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١) {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} (٢) {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (٣) وهذا مقتضى العقول والفطر السليمة، فإن العبادة لا يستحقها إلا الذي يقدر على الخلق والرزق. كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (٤) وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا} (٥) ولما كانت الفطر قد تتغير فينحرف بعض المخلوقين إلى عبادة غير الله بحكم التربية السيئة أو البيئة الفاسدة أو بسبب دعاة السوء من شياطين الإنس والجن، كما قال صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه (٦)» وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن فطرتهم (٧)» وقد أمر الله بالهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام من أجل مفارقة البيئة الفاسدة، لما كانت هذه العوامل هي سبب ضلال الخلق مع تأثير النفوس الأمارة بالسوء، أمر الله بالدعوة إلى الله لرد الشاردين وتعليم الجاهلين وتذكر الغافلين فأنزل كتبه وأرسل رسله من أجل الدعوة إليه، ودعا عباده إلى الرجوع إليه بهما قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} (٨). {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} (٩). {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (١٠).


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة الذاريات الآية ٥٧
(٣) سورة الذاريات الآية ٥٨
(٤) سورة النحل الآية ٢٠
(٥) سورة العنكبوت الآية ١٧
(٦) صحيح البخاري الجنائز (١٣٨٥)، صحيح مسلم القدر (٢٦٥٨)، سنن الترمذي القدر (٢١٣٨)، سنن أبو داود السنة (٤٧١٤)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٧٥)، موطأ مالك الجنائز (٥٦٩).
(٧) رواه مسلم وأحمد.
(٨) سورة البقرة الآية ٢٢١
(٩) سورة يونس الآية ٢٥
(١٠) سورة إبراهيم الآية ١٠