إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم. أما بعد: فإن قتيبة بن سعيد البلخي البغلاني أبا رجاء أحد الأئمة الأعلام، ممن اشتهر بكثرة الرواية، وقوة الحفظ والضبط، مما جعله مقصدا لطلاب العلم يرحلون إليه ويسمعون منه، رحل إليه الأئمة ورووا عنه.
وكان متمسكا بالسنة حريصا عليها، مجانبا لأهل الأهواء والبدع، ومحذرا منهم. تابع كثيرا من أهل العلم على بيان معتقده، فأملى معتقدا ظهرت فيه موافقته للسنة، رواه عنه عدد من تلاميذه واشتهر عنه، ونسبه إليه الأئمة ونقلوا منه.
ولما كان هذا الاعتقاد موافقا للسنة ومرويا بالأسانيد الصحيحة إلى قتيبة مسلسلا بالأئمة الحفاظ، فلا شك في ثبوته.
وقائله إمام جليل، وقد تلقاه أهل العلم بالقبول. كان جديرا