للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثمرة الدعوة إلى الله ونتائجها]

لا شك أن كل عمل من أعمال الخير لا بد أن تكون له آثار طيبة ونتائج حميدة، والدعوة إلى الله من أجل أعمال الخير، وهي وظيفة الرسل وأتباعهم، فلها آثار حميدة منها: امتثال أمر الله تعالى بقوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} (١) وبقوله: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} (٢) قوله: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} (٣). . والأمر للرسول صلى الله عليه وسلم أمر لأمته ما لم يدل دليل على اختصاصه به، فكما أنه صلى الله عليه وسلم مأمور بالدعوة فأمته مأمورة بذلك، بل قد أمرها الله بذلك في قوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} (٤).

ومنها الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (٥) فأتباع الرسول يدعون إلى الله على بصيرة كما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله على بصيرة، ومن لم يدع كان اتباعه ناقصا، ومنها: تبليغ دين الله إلى الناس وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: «بلغوا عني ولو آية (٦)». ومن لم يبلغ ما علمه من دين الله كان كاتما، وقد توعد الله الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى باللعنة. ومنها هداية من أراد الله هدايته بسبب الدعوة وحصول الأجر العظيم لما دعاه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا (٧)».


(١) سورة النحل الآية ١٢٥
(٢) سورة القصص الآية ٨٧
(٣) سورة الشورى الآية ١٥
(٤) سورة آل عمران الآية ١٠٤
(٥) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٦) رواه البخاري والترمذي والدارمي.
(٧) صحيح مسلم العلم (٢٦٧٤)، سنن الترمذي العلم (٢٦٧٤)، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٩٧)، سنن الدارمي المقدمة (٥١٣).