للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قائد سرية العيص]

بعث النبي صلى الله عليه وسلم زيدا إلى العيص، وبينها وبين المدينة أربع ليال، وبينها وبين ذي المروة ليلة، في جمادى الأولى سنة ست الهجرية. فقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيرا لقريش قد أقبلت من الشام، فبعث زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب يتعرض لها، فأخذوها وما فيها، وأخذوا يومئذ فضة كثيرة لصفوان بن أمية، وأسروا ناسا ممن كان في العير، منهم أبو العاص بن الربيع.

وقدم زيد بهم المدينة «فاستجار أبو العاص بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجارته، ونادت زينب في الناس حين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر: إني قد أجرت أبا العاص!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما علمت بشيء من هذا، وقد أجرنا من أجرت»، ورد عليه ما أخذ منه (١).

وهكذا شدد النبي صلى الله عليه وسلم الخناق في حصاره الاقتصادي على قريش التي تعيش على التجارة، وتموت بدونها.


(١) طبقات ابن سعد (٢/ ٨٧) وانظر مغازي الواقدي (٣/ ٥٥٣ - ٥٥٥)