والعلوم ليست على درجة واحدة في الحكم والفضل وإنما هي تتفاوت فمن العلوم ما يكون تعلمه فرض عين، وهو تعلم المكلف ما لا يتأدى الواجب الذي تعين عليه اعتقاده وفعله إلا به، كأصول الإيمان وفروع الشريعة الواجبة ككيفية الوضوء، والصلاة، ونحوهما مما يحتاج إليه العبد في إقامة دينه وإخلاص عمله لله تعالى ومعاشرة عباده.
ومنها ما تعلمه فرض كفاية، وهو تحصيل ما لا بد للناس منه في إقامة جميع أمور دينهم من فروع العلوم الشرعية وتفصيلاتها مما هو دون الأول، ومما لا بد للناس منه في قيام دنياهم وانتظام معايشهم من علوم الطب والصناعات والزراعة وغيرها.
ومن العلوم ما تعلمه محرم على تفاوت في درجات التحريم كعلم السحر والشعبذة والتنجيم، وكل ما كان تعلمه سببا في الفساد والشر فتعلمه ممنوع شرعا