المطلب الثاني: مميزات كتابات المستشرقين عن التفسير
انطبعت هذه الكتابات بمجموعة من المميزات ناتجة بالخصوص عن سببين اثنين:
الأول: يتعلق بالمنطلقات المنهجية التي ابتدأ منها اهتمام المستشرق بالتفسير، وتشكل تبعا لها تصوره عن القرآن وتفسيره لهذا الكتاب.
السبب الثاني: الأغراض والغايات التي لأجلها وقع هذا الاهتمام، فهي ليست بالضرورة أغراض دعوية أو غايات هدائية. .
اعتبارا لتلك المنطلقات والأغراض وجدنا كتابات المستشرقين عن التفسير تنحو دائما في اتجاه واحد وإن اختلفت سبلها.
ففي بداية القرن العشرين اتجه المستشرقون إلى تأصيل الاتجاهات المنحرفة في التفسير ضمن تاريخ هذا العلم باعتبارها إسهامات قديمة سابقة حتى يفتحوا الطريق لإضافة هرطقاتهم أيضا لعلم التفسير؛ ولا زال بعضهم يسعى لهذا التأصيل.
وفي منتصف هذا القرن- لما فشلت المحاولة الأولى- اتجهت جهود المستشرقين لتبني بدعة مستحدثة، وهي الدعوة إلى إعادة تفسير القرآن اعتمادا على معطيات العلوم الإنسانية بالغرب بخاصة (علم