سار الخلفاء الراشدون على النهج النبوي في العناية بحماية المجتمع المسلم من أسباب ومظاهر الانحراف الفكري، وقد تجلى ذلك بصور خاصة في بعض الفترات والوقائع التي يحدث فيها شيء من ذلك، وسوف أستعرض بعض النماذج في عهد الخلافة الراشدة باعتبارها أمثلة دالة على غيرها.
في عهد أبى بكر الصديق رضي الله عنه: تعتبر حروب الردة نموذجا عمليا ظاهرا على عناية الخليفة الراشد الأول بمحاربة ظواهر الانحراف الفكري، حيث تصدى لهذه الظاهرة الخطيرة التي هي الردة بكل حزم وحسم، ولم يتردد في الأمر بالرغم من المخاطر التي كانت تحيط بدولة الإسلام آنذاك.
قال محمد بن إسحاق: ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب واشرأبت اليهودية والنصرانية ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم حتى جمعهم الله على أبي بكر رضي الله عنه (١).