ظهر الإسلام أول ما ظهر في مكة ودعا محمد - صلى الله عليه وسلم - قومه فآمن بدعوته من شرح الله صدره للإسلام ثم راح يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج (وكان العرب يقدمون الكعبة ويحجون إليها في كل عام بعد مواسم الأسواق التي كانوا يشهدونها)، وشاء الله أن يلتقي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة بستة من الخزرج عند العقبة فعرض عليهم دعوة الإسلام فقبلوها، ولما قدموا المدينة عرضوها على أقوام ففشت بينهم حتى كانت أحاديث بيوت المدنيين.
وفي العام الذي يليه التقى في الموسم في مكة (عند العقبة) اثنا عشر رجلا من الأوس والخزرج برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعوه وكانت هذه بيعة العقبة الأولى، وأرسل معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ليقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين، ويصلي بهم.
وأمن بالإسلام في هذه السنة الكثير من الأوس والخزرج ومن بينهم شاعرنا (كعب بن مالك).