للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجيحه بعض الآراء على بعض]

قلما كان لابن الجوزي نظرة ترجيحية في الأقوال أو ترجيح رأي على رأي آخر، وإنما كان يسرد الآراء سردا على لسان قائليها دون أن يعقب عليها أو يكون له رأي فيها، وقد ذكر ذلك في مقدمة التفسير " وكذلك لم يحاول ترجيح رأي على رأي أو معنى على معنى، ولا ناقش ما يحكيه من أقوال إلا في مواضع قليلة " (١). .

فمثلا عند تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} (٢) سورة ص آية ٣٣. وبعد أن يذكر الأقوال التي يراد بها الجسد يقول: والمفسرون على القول الأول. ونحن نذكر قصة ابتلائه على قول الجمهور (٣). وهو يقصد بالقول الأول الذي قاله ابن عباس والجمهور أن الذي ألقي على الكرسي شيطان، وهذه من نظراته الترجيحية القليلة.

وبعد ذلك تذكر القصة كيفية ضياع الخاتم، ويذكر ابن الجوزي كل تلك الأقوال الصحيح منها والدخيل من أهل الكتاب والإسرائيلية فلا يعلق عليها بشيء، مع أهمية هذا لأنه يمس نبيا من الأنبياء. والأنبياء لهم العصمة وهم منزهون عن كل ما لا يليق.


(١) زاد المسير جـ ١ ص ٥
(٢) سورة ص الآية ٣٤
(٣) زاد المسير جـ ٨ ص ١٣٥