خلق الله الخلق بحكمته وقدرته فهو أعلم بما يصلح لهم في حياتهم، فما شرعه من أحكام تعبدية تحقق الألوهية والعبودية لله سبحانه، وفي ذاتها منافع صحية كشف الطب الحديث عن بعض منها.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:" كيف تنكر أن تكون شريعة المبعوث بصلاح الدنيا والآخرة مشتملة على صلاح الأبدان كاشتمالها على صلاح القلوب، وأنها مرشدة إلى حفظ صحتها ودفع آفاتها بطرق كلية، قد وكل تفصيلها إلى العقل الصحيح والفطرة السليمة بطريق القياس والتنبيه والإيماء كما هو في كثير من مسائل فروع الفقه "(١).
فالله خلق الإنسان وخلق له حواس وأعضاء لم يتركها من غير عناية بل شرع لها من العبادات ما هو تعبدي في ظاهره مشتمل في باطنه على أسرار العناية الصحية بهذه الأعضاء، فما من عضو من أعضاء الإنسان إلا ومن الأحكام التعبدية ما يحقق له السلامة والأداء الأمثل. نقف عليها على سبيل التمثيل للدلالة على سر الإعجاز الإلهي المبطن بالأوامر التعبدية ومن ذلك: