للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثالثا: الوجد قال في التعريفات هو (ما يصادف القلب ويرد عليه بلا تكلف وتصنع وقيل هو بروق تلمع ثم تخمد سريعا) (١).

وقال ابن القيم: (وهو ثمرة أعمال القلوب من الحب في الله والبغض فيه) وقد ورد لفظ الفعل منه في القرآن الكريم فقال سبحانه: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ} (٢) وهو هنا بمعناه اللغوي وقد استشهد صاحب منازل السائرين على الوجد بقوله سبحانه في أصحاب الكهف: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} (٣) (الكهف ١٤) قال ابن القيم: (هذا من أحسن الاستدلال والاستشهاد فإن هؤلاء كانوا بين قومهم الكفار في خدمة ملكهم الكافر فما هو إلا أن وجدوا حقيقة الإيمان والتوفيق وذاقوا حلاوته وباشر قلوبهم فقاموا من بين قومهم وقالوا ربنا رب السماوات والأرض) (٤) وقال ابن القيم في موضع آخر في تعريف الوجد عند القوم: (هو ما يصادف القلب وما يرد عليه من واردات المحبة والشوق والإجلال والتعظيم وتوابع ذلك) (٥).

وقد ورد الوجد في السنة فقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار (٦)».


(١) التعريفات للجرجاني ص (٢٥٠).
(٢) سورة النور الآية ٣٩
(٣) سورة الكهف الآية ١٤
(٤) انظر مدارج السالكين (٣/ ٦٩، ٧٠).
(٥) انظر مدارج السالكين (٣/ ٦٩، ٧٠).
(٦) انظر مدارج السالكين (٣/ ٦٩، ٧٠).