للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - أهمية الدعوة ومكانتها في الإسلام

منذ حصل الانحراف في البشرية عن عقيدة التوحيد في قوم نوح - والله سبحانه يرسل الرسل لدعوة الخلق إلى التوحيد والإيمان كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (١) وبين مهمتهم في قوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (٢)، {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (٣).

ولما كانت هذه الأمة المحمدية وارثة الرسالات والكتب السماوية بما جعل الله نبيها خاتم الرسل ومبعوثا للناس كافة، وجعل كتابها المهيمن على الكتب وجعلها وارثة هذا الكتاب العظيم كما قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} (٤) فإنها يجب عليها نحو البشرية أكثر مما يجب على غيرها ممن سبقها من الأمم لما أعطاها الله من الإمكانيات العظيمة التي لم تعطها أمة غيرها، بل هي المسئولة الوحيدة عن القيام بدعوة البشرية وتبليغها دعوة الله، وجهاد من لم يقبل هدى الله أو صد عن سبيل الله. كما قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (٥). وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (٦) وقد كلف الله رسول هذه الأمة


(١) سورة النحل الآية ٣٦
(٢) سورة النساء الآية ١٦٥
(٣) سورة النحل الآية ٢
(٤) سورة فاطر الآية ٣٢
(٥) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٦) سورة البقرة الآية ١٤٣