والإرهاب الذي أحدث فسادًا وخروجًا عن الجماعة، ناتج عن سوء فهم لمكانة الأمانة، ودلالتها، التي تبرأت منها السماوات والأرض والجبال، وادعى الإنسان، الذي ندب نفسه لحملها، جاهلاً لمكانتها عند الله، كما قال سبحانه:{إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا}.
ولجهل الضّالين حسب فكرهم المنحرف بالأمانة، فقد أثاروا بلبلة في المجتمعات، وغرروا بالأبرياء، وأحدثوا ضوضاء بدون هدف بيّن، ولا مطلب متعيّن، وأفتوا بغير ما أنزل الله.
ذلك أن القلب الذي ضعف فيه الوازع الديني، يصبح كالبيت الخرب، إذا أُصلِحَ فيه جانب، تعطل جانب آخر.
فعوامل الأمن في الجوانب الاجتماعية كلها، التي مرّ بعضها والتي لم يمر البعض الآخر، بأجمعها لا تتحقق على الوجه