للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني: الموازنة في العمل بما يضمن جميع الكفايات:

تختلف نظرة المسلمين إلى العمل عن نظرة غيرهم إليه، فالمسلمون ينظرون إلى العمل على أنه وسيلة لا غاية، لذا يختارون من أنواعه ما هم بحاجة إليه دون إفراط ولا تفريط. وما يحتاجون إليه من الأعمال بكثرة أو قلة يحدده ويوفره لهم ولي أمرهم القائم على مصالحهم، بالتشاور مع أهل الحل والعقد منهم، حسب ما تقتضيه المصلحة العامة من سد حاجاتهم، وتشغيل أفرادهم، وقيام مصالحهم.

وهذا ما أبينه في المباحث الثلاثة الآتية:

المبحث الأول: العمل عند المسلمين وسيلة لا غاية:

إذا كان الكافر يحمل لدنياه، فإن المسلم يعمل في دنياه، ليكسب في دنياه، ويؤجر في أخراه. فالعمل الدنيوي لديه وسيلة لا غاية، وإن كان يسد به كثيرا من حاجاته، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (١)


(١) سورة الأعراف الآية ٣٢