ثالثا: المعوقات الآلية: كثيرا ما يكون تعويق العمل بسبب الآلات، لقدمها، وعجزها عن الوفاء باللازم، مع عدم القدرة على استبدالها بآلات جديدة، لعدم القدرة على تصنيعها، ومنع بيعها للمسلمين من قبل أعدائهم، وهذا الأخير هو الحاصل في أغلب الأزمان، فأعداء الإسلام لا يبيعون للمسلمين إلا محدود الفائدة والنفع. وفي هذا عبرة لمن يعتبر ودرس عظيم للمسلمين، وهو أنه لا يمكن أن يقوم عمل يعتمد فيه على الكفار في تجهيز آلاته ومعداته، أو في إدارته وفنييه وخبرائه.
وإنه لمن العجب العجاب أن يعجز المسلمون عن التصنيع المكافئ المقارع لصناعات الكفار، رغم قدراتهم الهائلة، وأعدادهم العظيمة، وأموالهم الطائلة، وخامات التصنيع الوافرة، ورجالهم المهرة إن في الأمر سرا يجب كشفه، وإبطال فعله، ورد الحق إلى نصابه، وإعطاء الأمر أهله، والمسلمون أهل العدل والحق، والريادة والقيادة.
وإذا لم يمكن استبدال الآلات القديمة بجديدة، فلا أقل من أن تصان وتطور وتحسن، لتؤدي الغرض حتى يستطيع المسلمون إيجاد المصانع التي تصنع آلات التصنيع، وترفع رأس المسلمين، فيردوا كيد الكائدين.