للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إدراك السلف الصالح لأهمية الشعر ودوره]

وقد كان سلفنا الصالح - رضوان الله عليهم أجمعين -، على معرفة تامة بأهمية هذا اللون من ألوان البيان - أعني الشعر - ودوره في تقويم اللسان، ورفد النفس بفضائل الخصال وكرائم الأخلاق، ودفعها إلى التعلق بمعالي الأمور، والطموح إلى بلوغ ذرى المجد وسنام الرفعة، وعقلها عن الوقوع في مهاوي الرذيلة ودرك الفساد، هذا بالإضافة إلى إمداده المسلم بما هو في أمس الحاجة إليه، من الأداة اللازمة لفهم كتاب الله وسنة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم -، ولذا دعوا إلى تعليمه وفهمه وروايته: -

أ- فعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: (ربما قال الشاعر الكلمة الطيبة) (١).

ب- وعن عبد الله بن عباس قال: قال عمر بن الخطاب: (تعلموا الشعر، فإن فيه محاسن تبتغى ومساوئ تتقى، وحكمة للحكماء، ويدل على مكارم الأخلاق) (٢).

ج- وعن عباد بن راشد قال: جاء رجل إلى الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -، فقال: (إني أتعلم القرآن، وإن أبي يأمرني أن أتعلم الشعر)، فقال: (تعلم القرآن، وخذ من الشعر ما ترضي به أباك) (٣).

د- وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: (الشعر ديوان العرب، وهو أول علم العرب،. . . عليكم بشعر الجاهلية شعر


(١) ذكره الحافظ في الفتح (١٠/ ٥٤٠) وقال: (أخرجه ابن أبي شيبة).
(٢) أورده المتقي في الكنز (٣/ ٨٥٥، رقم ٨٩٤٥).
(٣) رواه الطبري في التهذيب (ج٢، رقم / ٢٧٠٦).