للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المجاز سلم الباطنية]

ثم إن المجاز - ورديفه التأويل - هو السلم الذي اعتلته الفرق الباطنية، من أجل بلوغ أغراضها، والتكأة التي اعتمدت عليها، لزخرفة أفكارها، وعرضها على الناس بصورة جميلة مستحسنة؛ بغية التدليس عليهم، وبالتالي إيقاعهم في شرك حبائلها الجهنمية الضالة.

قالوا: (لا إله إلا الله. . محمد رسول الله) مجاز، لا يدل على ظاهر لفظه، وإنما هو دليل على الأئمة السبعة، و (لا إله إلا الله) اثنا عشر حرفا، دليل على الحجج الاثني عشر.

وكذا (بسم الله الرحمن الرحيم) تسعة عشر حرفا، هي دليل على سبعة الأئمة، واثني عشر حجة (١).

قالوا: والقرآن الكريم هو تعبير محمد - صلى الله عليه وسلم - عن المعارف التي فاضت عليه، ومركب من جهته، وقد سمي (كلام الله) مجازا.

وقالوا بإبطال القول بالمعاد والعقاب، وأنكروا الجنة والنار، وما الجنة إلا نعيم الدنيا، وما العذاب إلا اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصوم والحج الجهاد (٢).

ثم انتقلوا إلى التكاليف والمصطلحات الشرعية واليقينية،


(١) انظر: "بيان مذهب الباطنية وبطلانه"، محمد الحسن الديلمي، ص (٤١ و٤٣).
(٢) انظر: "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة"، ص (٣٩٦ - ٣٩٧) الطبعة الأولى ١٤٠٩ هـ.