للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النوع الثاني: العمل الصناعي: العمل الصناعي ميدان واسع من ميادين عمل الإنسان. وإذا كانت الزراعة هي سيدة الاشتغالات في الحياة، فقد تطغى عليها الصناعة في بعض العصور والأزمان، التي تتطور فيها حياة الإنسان نحو الترف والإسراف تطورا يتطلب كثيرا من الصناعات غير الضرورية، وغير الحاجية في مختلف المغريات. والصناعة تتطلب أعدادا كبيرة من العاملين، في عموم الأزمان واختلاف الأحوال، لتلبية حاجة الإنسان. فهي مصدر رزق كثير من الناس.

والصناعة من أساسيات الحياة عند المسلمين، فلا حياة لهم كريمة إلا بالصناعة، حيث يستغنون بها عن عدوهم، فيما يسدون به حاجاتهم، ويقاتلون أعداءهم، ويحمون ديارهم وأموالهم، ويرتزق بها أفرادهم، ويستثمر أصحاب الأعمال أموالهم. ويختلف العمل الصناعي عن العمل الزراعي، حيث يحتاج العامل في الصناعة إلى كثير من علوم التقنية، والخبرات، والمهارات، ومختلف التدريبات. يبدأ التأسيس لذلك في مراحل التعليم الأولى، تأسيسا عمليا تطبيقيا لا نظريا، وبوسائل تفي بالغرض. وهذا ما يفتقر إليه التعليم في غالب ديار المسلمين، وهو ما يشكو منه المتخرجون من دراسات التقنية، والهندسة، والمختبرات، ونحوها.