كالتدريس للبنات في المراحل المختلفة، والعمل الإداري في هذه المجالات النسائية، وكالتطبيب للنساء في التخصصات المختلفة، وكالتمريض للنساء (لا للرجال) في المجالات المختلفة، مع إحسان فصل الأقسام عن بعضها، وتشغيل الأطباء والممرضين من الرجال في أقسام الرجال، والانتهاء من المنكر القائم الذي يتيح الاختلاط داخل العنابر، وداخل الغرف بين العاملين والعاملات، وبين المرضى والعاملات! والأسواق والمصارف الخاصة بالنساء.
وآخرها: ما حكمت به الضرورة.
مثل ميادين القتال. . إذا احتجنا للنساء لعلاج الجرحى من المقاتلين، لتخصيص الرجال للقتال. . والضرورة تقدر بقدرها - كما ذهب إلى ذلك العلماء -.
ونحن إذا ألقينا نظرة على الأمم التي سبقتنا في ترك الحرية للمرأة أن تعمل سواء في أمريكا أو أوروبا أو بعض البلاد الشرقية نجد أن المرأة أتعس مخلوق؛ فهي تمارس الأعمال الشاقة، وتزاحم الرجال في كسب الرزق، وأهملت بيتها، وتأكل طعامها من الأسواق، ففقدت أنوثتها، وتبدد حلم السعادة الذي كانت تحلم به، لو خرجت إلى مجالات العمل، وتفككت أواصر الأسرة، وأهملت تربية الأبناء، وشاع الانحلال، وانتشرت البطالة بين الرجال، وصارت الأصوات ترتفع من النساء قبل الرجال بأن لا صلاح إلا بعودة المرأة إلى بيتها.
وصارت بعض الدول الإسلامية التي سبقت في هذا المضمار تشجع المرأة على أن تأخذ إجازة بنصف المرتب حتى تخلي مكانها لشاب عاطل، وتتفرغ لرعاية أبنائها وإصلاح بيتها، إنه دحض المحاولات الواهية المبنية على العاطفة والرغبة الشخصية المنحرفة، مثل محاولة الترويج والادعاء بأن نصف المجتمع معطل وما أشبه ذلك من ادعاءات كاذبة، ودحض هذه المفتريات لا يكون بألفاظ عاطفية، وإنما من خلال دراسة علمية جادة تتفهم إمكانياتنا البشرية المعطلة من خلال هذه الظواهر: