المسجد النبوي الشريف ثاني الحرمين الشريفين، ومدرسة المسلمين الأولى ومنتداهم. خطه الرسول بيده حين بركت ناقته في مربد (موضع يجفف فيه التمر) لسهل وسهيل ابني عمرو. ابتاع الرسول أرض المربد من صاحبيه، واشترك مع أصحابه في تطهيره وتجهيزه، وصلى فيه المسلمون، ثم قال:) هذا إن شاء الله تعالى المنزل). ارتجز الرسول وهو يحمل الأحجار في بناء مسجده:) اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فارحم الأنصار والمهاجرة).
رفع أساس المسجد بالحجارة وسقف بعضه بالجريد، وأقيمت أعمدته من جذوع النخل، اتخذت القبلة تجاه بيت المقدس.
وللمسجد ثلاثة أبواب: باب عاتكة المسمى فيما بعد باب الرحمة، وباب أبي بكر إلى جهة الغرب، وباب آل عثمان إلى جهة الشرق وهو الباب الذي كان يدخل منه الرسول. كانت هذه العمارة الأولى للمسجد النبوي الشريف. بعد فتح خيبر تمت توسعة المسجد، وأعيد فتح الباب القبلي الذي أغلق بعد تحول القبلة إلى المسجد الحرام. اشتكى الصحابة رضوان الله عليهم من شدة الحر فأكمل سقف المسجد من الجريد والطين. أصبحت مساحة المسجد في عهد الرسول ١٠٠ × ١٠٠ ذراع (٢,٤٧٥م٢) وارتفاعه سبعة أذرع. صلى الرسول عليه السلام بمسجده تجاه بيت المقدس طوال ١٧ شهرا إلى أن تحولت القبلة إلى المسجد الحرام. بعد إتمام بناء المسجد بنى الرسول عليه السلام بيتا لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ودخل بها، ثم بنى بيتا لسودة أم المؤمنين، ثم تلا ذلك بناء بيوت باقي أمهات المؤمنين. واقتداء برسول الله حرص أصحابه ومن تبعهم على القيام بعمارة المسجد النبوي الشريف وتحسينه وزيادة مساحته.