ضم المجتمع الإسلامي آنذاك فئات شتى، اختلفت اتجاهاتهم، وتباين بمقدار هذا حقدهم على الإسلام، بل وطريقة الكيد له، فلقد كان هناك من دخلوا الإسلام من أصحاب العقائد والحضارات الأخرى، كالفرس الذين دخلوا الإسلام لكنهم لم ينتسبوا إليه إلا بمقدار ما يظهر في سلوكهم الخارجي، أما حقيقة الأمر فقد تجلت في بثهم بين المسلمين كثيرا من أفكارهم القديمة التي تخالف الفهم الإسلامي الصحيح كما في مسألة الجبر مثلا، حيث كانت من البحوث التي طرقها الزرادشتية والمانوية وغيرهم، فقد جاء في كتاب المنية والأمل للمرتضى عن الحسن:«أن رجلا من فارس جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: رأيت أهل فارس ينكحون بناتهم وأخواتهم، فإن قيل لهم لم تفعلون؟ قالوا: قضاء الله وقدره. فقال عليه السلام: سيكون في أمتي من يقولون مثل ذلك، وأولئك مجوس أمتي»(١).