الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، وبعد:
فاستجابة لرغبة مجلس هيئة كبار العلماء مني- أحد أعضائه- في إعداد بحث يتعلق بحكم توريث القاتل ممن قتله إذا كان القاتل أحد ورثته، فقد كان مني السمع والطاعة، والتوجه إلى الله تعالى في إمدادي بالعون والتوفيق والسداد.
ومن المعلوم لدى أهل العلم أن الله سبحانه وتعالى حكيم في قضائه وقدره، عادل في أحكامه وتشريعاته، يعطي المستحق للعطاء، ويمنع المستحق للمنع، وأن الله تعالى تولى تقسيم المواريث في كتابه العزيز، وما جاء في السنة في ذلك فهو تفصيل إجمال، أو تخصيص عموم، أو تقييد إطلاق، أو تفسير وبيان.
ولا شك أن من موانع الإرث: قتل الوارث مورثه تعجلا للإرث منه.
والقاعدة الشرعية في ذلك: أن من تعجل شيئا قبل أوانه