للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المقدمة]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله العلي العظيم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على نبي الرحمة والهدى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أما بعد:

فهذا الحديث فيه الأمر بفعل الأسباب والاستعانة بالله، وفيه التسليم لأمر الله والرضا بقدر الله سبحانه وتعالى.

ومما يدل على أهميته أن فيه وصايا أوصى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - صحابته رضي الله عنهم، وهي وإن كانت موجهة للصحابة في ذلك الحين إلا أنها وصايا للأمة جمعاء، وإرشاد نبوي لكل من أراد النجاة في الدنيا والآخرة.

وقد اعتنى العلماء بهذا الحديث، قديما وحديثا، شرحا وتفصيلا، فتتبعت ما كتب فيه فرأيت أنه بحاجة إلى دراسة عقدية تظهر ما فيه من مسائل عظيمة تتعلق بأشرف العلوم وأجلها قدرا، وأوجبها مطلبا، وهو علم التوحيد؛ لأنه مفتاح الطريق إلى الله عز وجل، وأساس الشرائع، قال سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (١)


(١) سورة النحل الآية ٣٦