للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أوروبا المعاصرة والرقيق]

من حق القارئ أن يسأل - وهو في عصور النهضة والتقدم - عن رائدة التقدم في هذه العصور - كما يقال - ماذا صنعوا بالرقيق؟

عندما اتصلت أوروبا بأفريقيا السوداء كان هذا الاتصال مأساة إنسانية، تعرض فيها زنوج هذه القارة لبلاء عظيم طوال قرون خمسة، لقد نظمت دول أوروبا وتفتقت عقليتها عن طرق خبيثة في اختطاف هؤلاء واستجلابهم إلى بلادهم؛ ليكونوا وقود نهضتها وليكلفوهم من الأعمال ما لا يطيقون، وحينما اكتشفت أمريكا زاد البلاء لينوءوا بعبء الخدمة في قارتين بدلا من قارة واحدة.

تقول دائرة المعارف البريطانية ج ٢ ص ٧٧٩ مادة slauery: " إن اصطياد الرقيق من قراهم المحاطة بالأدغال كان يتم بإيقاد النار في الهشيم الذي صنعت منه الحظائر المحيطة بالقرية، حتى إذا نفر أهل القرية إلى الخلاء تصيدهم الإنجليز بما أعدوا لهم من وسائل.

وعدا من كانوا يموتون بسبب طرق الاصطياد هذه، وفي الطريق إلى الشواطئ التي ترسو عليها مراكب الشركة الإنجليزية وغيرها، فإن ثلث الباقين يموتون بسبب تغير الطقس، ويموت ٤. ٥ % أثناء الشحن و ١٢ % أثناء الرحلة، فضلا عمن يموتون في المستعمرات.

ومكثت تجارة الرقيق في أيدي شركات إنجليزية حصلت على حق احتكار ذلك بترخيص من الحكومة البريطانية، ثم أطلقت أيدي جميع الرعايا البريطانيين في الاسترقاق، ويقدر بعض الخبراء مجموع ما استولى عليه البريطانيون من الرقيق واستعبدوه في المستعمرات من عام (١٦٨٠ - ١٧٨٦ م) حوالي "٢١٣٠٠٠٠" شخص.

ومن قوانينهم السوداء في ذلك: من اعتدى على سيده قتل، ومن هرب قطعت أذناه ورجلاه وكوى بالحديد المحمي، وإذا أبق للمرة الثانية قتل.