للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الرابع: الصفة الرابعة: السعي بالفتنة بين جنود المسلمين، لا يألونهم خبالا والتجسس عليهم.

الحرب النفسية من أقوى الأسلحة التي تضعف المقاتلين، ولهذا كان خروج المنافقين مع جند المسلمين ليس في صالحهم، بل هم عامل من عوامل إضعافهم، لما يفعلونه بالجند من تخذيل، وإضعاف للعزائم، وسعي بالنميمة، وتهويل للأمور، يقولون: قد جمع لكم عدوكم وفعل وفعل، أو: إنكم مهزومون وسيظهر عليكم عدوكم لا محالة، قال تعالى عنهم: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (١) {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} (٢)، وقد كان ذلك في غزوة تبوك، يقول سبحانه: لو خرج المنافقون معكم للغزو لم يزيدوكم


(١) سورة التوبة الآية ٤٧
(٢) سورة التوبة الآية ٤٨