للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(جـ) زيد مع عمر بن الخطاب:

ولما ولي الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، استأثر بزيد بن ثابت بجانبه، فلم يأذن له في مغادرة المدينة المنورة والإقامة في غيرها نظرا لحاجته إليه وعدم استغنائه عنه، فقد ورد في طبقات ابن سعد أن عمر كان يفرق الناس في البلدان، ويوجههم في الأمور المهمة، ويطلب إليه الرجال المسلمون، فيقال له زيد بن ثابت، فيقول: لم يسقط على مكان زيد، ولكن أهل البلد يحتاجون إلى زيد فيما يجدون عنده مما يحدث لهم ما لا يجدون عند غيره (١) وعن سالم قال: كنا مع ابن عمر يوم مات زيد، فقلت: مات عالم الناس اليوم، فقال ابن عمر: يرحمه الله، فقد كان عالم الناس في خلافة عمر وحبرها، فرقهم عمر في البلدان ونهاهم أن يفتوا برأيهم، وحبس زيد بن ثابت بالمدينة يفتي أهلها (٢). . وقد عمل زيد بن ثابت مستشارا ضمن مجموعة أهل الشورى، وفي مسائل فردية خصه عمر بن الخطاب بسؤاله عنها (٣).، وعمل له قاضيا وفرض له رزقا (٤). وعمل له ترجمانا، وقد رأينا أنه تولى ترجمة المحاورة التي تمت بين عمر بن الخطاب والهرمزان، وكان الهرمزان يتكلم الفارسية ولا يعرف العربية، وعمر بن الخطاب يتكلم العربية ولا يعرف الفارسية (٥). وعمل له أميرا على المدينة المنورة في فترة غياب عمر عنها، قال في الاستيعاب: وقد استخلف عمر زيد بن ثابت على المدينة ثلاث مرات في الحجتين وفي خروجه إلى الشام (٦). . والصواب أنه استخلفه أكثر من ذلك، فقد حج عمر في السنة السادسة


(١) طبقات ابن سعد ٢/ ٣٦٠
(٢) سير أعلام النبلاء ٢/ ٤٣٤
(٣) طبقات ابن سعد ٢/ ٣٥٠
(٤) طبقات ابن سعد ٢/ ٣٥٩ والمغني ٩/ ٣٧ ودائرة المعارف الإسلامية، ترجمة زيد بن ثابت
(٥) تاريخ الطبري ٤/ ٨٨
(٦) الاستيعاب ١/ ١٨٩