للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثمرة معرفة أسماء الله وصفاته]

إن الله عز وجل عندما عرفنا بنفسه الكريمة عن طريق وحيه إلى أنبيائه ورسله، أراد منا أن نعبده حق عبادته فتؤدي تلك الأسماء والصفات في حياة الإنسان ثمار العبودية الحقة، التي يسعد بها في الدنيا والآخرة.

فإن العلم علمان:

- علم بالله.

- وعلم بشرعه.

والعلم به عز وجل هو رأس الأمر، لأنه يكسب القلب تعظيما وتقديرا لخالقه ومحبة وإنابة إليه وخوفا ورجاء إلى آخر تلك العبودية التي تجعله يعبد الله كأنه يراه، وهذا أعلى درجات اليقين.

والعلم بشرعه الذي أنزله على رسوله يوجه تلك العبودية السابقة، ويبين لها الطريق إلى الله سبحانه وتعالى.

فإذا انفردت إحداهما عن الأخرى، ضل الإنسان وأعرض كما هو حال اليهود والنصارى. ومعرفة الإنسان بأسماء خالقه وصفاته توجه حياته وجهة صحيحة مستقيمة.

فإذا عرف أن الله عز وجل هو " الملك " الذي بيده الأمر كله والناس خاضعون لسلطانه وقهره فإنه يذل له وحده ولا يخشى أحدا سواه.

وإذا عرف أن الله عز وجل هو " الرزاق " فإنه يتجه إليه وحده في طلب رزقه، فلا يذل لأحد من خلقه ابتغاء رزقه.

وإذا عرف أن الله " سميع بصير " فإنه يجتنب معاصيه خوفا منه لأنه يراه ويطلع على حاله ولا يخفى عليه شأن من شئونه.