الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين، وبعد. .
فقد عني علماء المسلمين بكتاب الله العزيز عناية فائقة، وتناولوا كل ما يحتاج إلى بحث في القرآن الكريم بتوسع وتمحيص، ولم يغادروا منه شيئا يحتاج إلى درس أو تحليل، وهم في ذلك يرمون إلى تيسير فهم كتاب الله تعالى واستنباط ما فيه، ويحرصون على تعليمه، وتسهيل تلاوته، وتصحيح قراءته.
ومن هذه المباحث ما نقدم له من درس لأنواع الألفات أو الهمزات في أوائل كلمات القرآن الكريم: فمنها ما يظهر في أول الكلام ويسقط في وسطه، ومنها ما ينطق به على كل حال، ومنها ما يكون مفتوحا أو مضموما أو مكسورا، ومنا ما يسهل أو يلين، وقد سعى المؤلف إلى بيان هذه الأنواع والتعريف بها.
أما مؤلف الكتاب فمن أهل القرن التاسع الهجري، ترجم له السخاوي مؤرخ ذلك القرن فقال:
" محمد بن أحمد بن داود، الشمس، أبو عبد الله الدمشقي، الشافعي، المقرئ، ويعرف بابن النجار. ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة تقريبا، وأخذ القراءات عن صدقة الضرير تلميذ ابن اللبان، وبرع فيها، وتصدر لها بجامع بني أمية وغيره، فأخذها عنه الفضلاء كالسيد حمزة الحسيني، وانتفعوا به فيها، وكان مع ذلك ماهرا في الحساب، وله مجلس بجامع "يلبغا" يعظ فيه الناس، وكتب شرحا على باب وقف حمزة وهشام من "القصيد"، وكذا كتب في الأوجه الواقعة في آخر البقرة وأول آل عمران، وعارضه فيها بعض تلامذته وغلطه في