للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قائد السرايا]

ا - سريته إلى كعب بن الأشرف اليهودي:

وكان ذلك في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة الهجرية (٦٢٤ م).

ولما اتصل بكعب بن الأشرف - وهو رجل يهودي من نبهان من طيئ وأمه من بني النضير - قتل صناديد قريش ببدر قال: " بطن الأرض خير من ظهرها ". ونهض ابن الأشرف إلى مكة، فجعل يرثي قتلى قريش، ويحرض على قتال النبي صلى الله عليه وسلم، ويشبب بنساء المسلمين قصدا لإيذاء أزواجهن، وكان شاعرا، ثم عاد من مكة إلى المدينة، فلم يزل يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعو إلى خلافه ويسب المسلمين حتى آذاهم أعظم الأذى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لي بابن الأشرف، فإنه يؤذي الله ورسوله والمؤمنين؟، فقال، محمد بن مسلمة: " أنا له يا رسول الله، أنا أقتله إن شاء الله " فقال: فافعل إن قدرت على ذلك (١)».

ومكث محمد بن مسلمة أياما مشغول النفس بما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه في قتل ابن الأشرف، فانتدبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتدب معه سلكان بن سلامة بن وفش أبا نائلة أحد بني عبد الأشهل، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة، وعباد بن بشر بن وفش والحارث بن أوس بن معاذ، وهما من بني عبد الأشهل، وأبا عبس بن جبر أخا بني حارثة، (٢)، وأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا غير ما يعتقدون،، على سبيل جواز ذلك في الحرب.

وقدموا إلى ابن الأشرف سلكان بن سلامة، فقصد له وأظهر له موافقته على


(١) صحيح البخاري الرهن (٢٥١٠)، صحيح مسلم الجهاد والسير (١٨٠١)، سنن أبو داود الجهاد (٢٧٦٨).
(٢) في عيون الأثر، أن اسمه عبد الرحمن.