حديثي هذا مع الذين آمنوا ليزدادوا إيمانا، ومع الذين ارتابوا ليستأصلوا الريب من نفوسهم، ويثوبوا إلى رحاب أهل الإيمان والاطمئنان، الذين يسعدهم أن يأوي إلى رحابهم أهل الفكر الرشيد، والعقل السديد، الذين إذا ذكروا ذكروا، وإذا أرشدوا رشدوا.
ينظر المتأمل فيرى أمامه هذا الكون الفسيح بجماله وجلاله، يرى من فوقه قبة زرقاء مزدانة نهارا بالشمس ترسل أشعتها على الغبراء، فتقشع عنها ظلام الليل، وتلبسها حلة من النور والجمال، وتبعث الدفء في أرجائها، والحياة في جنباتها.
ويرى تلك القبة الزرقاء ليلا، مزدانة بمصابيح نيرات، تهدي الساري إذا سرى، وترشد قائد السفينة إلى الجهة التي يريد توجيهها إليها، ويرى بين تلك المصابيح مصباحا أقوى إضاءة منها لأهل الأرض، يتسم بالروعة والجمال يبدو أولا دقيقا، ثم يتكامل ليلة بعد
(١) الأستاذ مصطفى الحديدي الطير: عضو لجنة التنسيق بمجمع البحوث الإسلامية - الأزهر.