للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مستند القائلين بعدم العمل بالقسامة مع المناقشة]

استدلوا بالسنة والإجماع والأثر.

أما السنة فدليلان:

أحدهما: ما رواه مسلم في الصحيح بالسند المتصل إلى سليمان بن يسار مولى ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقر بالقسامة على ما كانت عليه في الجاهلية (١)».

وفي رواية له أيضا عن ابن شهاب وزاد -أي عن رواية سليمان بن يسار - «وقضى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين ناس من الأنصار في قتيل ادعوه على اليهود، والقسامة التي وقعت في الجاهلية (٢)» أخرج البخاري صفتها في الصحيح بالسند المتصل إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال إن أول قسامة كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم كان رجل من بني هاشم استأجر رجلا من قريش من فخذ آخر فانطلق معه في إبله فمر رجل من بني هاشم انقطعت عروة جوالقه فقال: أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل فأعطاه عقالا فشد به عروة جوالقه فلما نزلوا عقلت الإبل إلا بعيرا واحدا فقال الذي استأجره ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الإبل؟ فقال: ليس له عقال قال فأين عقاله؟ قال فحذفه بعصا كان فيها أجله فمر به رجل من أهل اليمن فقال أتشهد الموسم قال ما أشهد ربما شهدته قال هل أنت مبلغ عني رسالة مرة من الدهر قال: نعم قال: فكتب إذا أنت شهدت الموسم فناد يا آل قريش فإذا أجابوك فناد يا آل بني هاشم فإن أجابوك فاسأل عن أبي طالب فأخبره أن فلانا قتلني في عقال ومات المستأجر فلما قدم الذي استأجره أتاه أبو طالب فقال: ما فعل صاحبنا؟ قال: مرض فأحسنت القيام عليه فوليت دفنه. قال: قد كان أهل ذاك منك فمكث حينا ثم إن الرجل الذي أوصى إليه أن يبلغ عنه وافى الموسم فقال: يا آل قريش، قالوا: هذه قريش، قال: يا آل بني هاشم، قالوا: هذه بنو هاشم، قال: أين أبو طالب؟ قالوا: هذا أبو طالب، قال: أمرني فلان أن


(١) صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (١٦٧٠)، سنن النسائي القسامة (٤٧٠٨)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٤٣٢).
(٢) صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (١٦٧٠)، سنن النسائي القسامة (٤٧٠٨)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٤٣٢).