كان الشعراء في عهد الخلفاء من بني أمية يمدحونهم وينالون عطاءهم ونوالهم، وكان الخلفاء يغرفون لهم غرفا ويكيلون لهم كيلا؛ لأنهم يعلمون خطرهم ونفاذ كلامهم في الناس، ولكن عمر بن عبد العزيز والشعراء لا يخاف أحدا ولا يخشى إلا الله، ولا يعطي لأحد إلا ما يستحقه من بيت المال فوقف الشعراء (١) على بابه أياما طوالا لا يأذن لهم حتى شفع لهم عدي بن أرطأة، وقال يا أمير المؤمنين:
إن الشعراء ببابك وأقوالهم باقية، وإن رسول الله قد مدح وأعطى وفيه أسوة لكل مسلم. قال: صدقت، فمن الباب منهم؟ قال: عمر بن أبي ربيعة. فقال عمر: لا قرب الله قرابته ولا حيا وجهه أليس هو القائل: