للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطلب الثاني: تقريرات علماء السنة في بيان خطأ المتكلمين في هذه المسألة، وأسباب خفاء ذلك عليهم:

لقد اقتصر أهل الكلام على تقرير توحيد الربوبية، وأهملوا التوحيد العملي توحيد العبادة توحيد الألوهية، وخطأهم في تفسير التوحيد بالربوبية فقط له ارتباط بتفسيرهم لحقيقة الإيمان ومسماه، فأخرجوا توحيد الألوهية عن مسمّى الإيمان الشرعي، ومسمّى التوحيد، ونبه على هذا جماعة من أهل العلم، وإليك نماذج من كلامهم:

١ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وبهذا وغيره يُعْرف ما وقع من الغلط في مسمى " التوحيد " فإن عامة المتكلمين الذين يقرّرون التوحيد في كتب الكلام والنظر - غايتهم أن يجعلوا التوحيد ثلاثة أنواع، فيقولون: هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الأفعال وهو أن خالق العالم واحد " (١) (٢)


(١) رسالة التدمرية ١٧٩.
(٢) رسالة التدمرية ١٧٩. ') ">