وسنشرع الآن في ذكر نماذج من أقوال التابعين وغيرهم من السلف في الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع، فقد روى الدارمي في سننه عن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- قال:(أوصيكم بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون بعد). ونقل الأوزاعي عن حسان بن عطية أحد التابعين الفضلاء قوله:(ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة).
وقال أبو حنيفة -رحمه الله-: (عليك بالأثر وطريق السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة)، وقال الإمام مالك -رحمه الله تعالى-: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة لأن الله يقول {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (١) فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا). . وقال الليث بن سعد:(لو رأيت صاحب بدعة يمشي على الماء ما قبلته). فلما بلغ ذلك الشافعي -رحمه الله- قال:(إنه ما قصر لو رأيته يمشي على الهواء ما قبلته). وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: (أصول السنة عندنا