للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرؤيا الصادقة]

كان ابن الخطاب قد رأى رؤيا فقام منها يمسح النوم عن وجهه ويعرك عينيه ويقول: من هذا الذي يكون أشج من ولدي ويسير بسيرتي (١) ويقول: من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلا (٢) وكان عجب عمر كبيرا لهذه الرؤيا. فكيف تتحقق وقد حرم أولاده جميعا من الخلافة؟ ومع ذلك فقد قصها على أهله فصدقوها وعلقت بأذهانهم جميعا وانتظروا تأويلها. وكثيرا ما كان عبد الله بن عمر يردد ليت شعري، من هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا (٣)؟

وانتظر هذه الرؤيا كثير من الناس وقلقوا من أجلها. كيف لا وهي بمثابة هدم لهم وتقويض لبنائهم وضياع لمستقبلهم وكان الحجاج بن يوسف يفزع عند ذكر تلك الرؤيا ويخاف أن تتحقق في حياته.


(١) ابن عبد الحكم ص ١٨.
(٢) تاريخ الخلفاء ص ٢١٢.
(٣) ابن الجوزي ص ٧.