للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موت الحجاج]

كان لعمر رأي في الحجاج بن يوسف الثقفي لظلمه وجبروته وبغيه وسفكه دماء الناس بالظنة والشبهة فكان يقول: " لو أن الأمم تخابثت يوم القيامة فأخرجت كل أمة خبيثها ثم أخرجنا الحجاج لغلبناهم (١).

ومات هذا الطاغية وجاء خبره إلى الوليد فحزن عليه حزنا شديدا وما لبث أن لحق به جبار آخر وهو قرة بن شريك والي مصر والذي كان متسلطا على رقابها فكان حزن الوليد أشد. فصعد الوليد إلى المنبر وهو حاسر الرأس فنعاهما للناس وقال:

- والله لأشفعن لهما شفاعة تنفعهما:

وكان عمر بين الناس والوليد يهذي بهذا الكلام فسخر من قوله وعجب لضلالته وقال لمن حوله:

- انظروا إلى هذا الخبيث، لا أناله الله شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم وألحقه بهما (٢).

لقد صلى عمر بن عبد العزيز صلاة الشكر لله على خلاص العالم من شرهما، وتنفس الناس الصعداء في الحجاز والعراق ومصر.

ولقد استجاب الله دعوة عمر في الوليد فلم يمض على موت الحجاج إلا القليل حتى مات الوليد بأرض فلسطين وتولى الخلافة بعده سليمان


(١) ابن الجوزي ص ٨٩.
(٢) النجوم الزاهرة ص ١ ص١٨.