كانت شرذمة من العرب يعبدون الملائكة، وشرذمة أخرى منهم تعبد الجن، وقد رد الله عليهم بقوله: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ}.
قال السعدي في تفسير هذه الآية:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} أي العابدين لغير الله والمعبودين من دونه من الملائكة: {ثُمَّ يَقُولُ} أي الله {لِلْمَلائِكَةِ} على وجه التوبيخ لمن عبدهم {أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}؟ فتبرؤوا من عبادتهم {قَالُوا سُبْحَانَكَ} أي تنزيها لك وتقديسًا أن يكون لك شريك أو ندّ {أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ} فنحن مفتقرون إلى ولايتك ومضطرون إليها فكيف ندعو غيرنا إلى عبادتنا؟ أم كيف نصلح لأن نتخذ من دونك أولياء وشركاء؟ ولكن هؤلاء المشركون {كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} أي الشياطين يأمرون بعبادتنا أو