للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الخامس: مراعاة المخاطبين:

من تأمل سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - وسيرته رأى أن خطابه - صلى الله عليه وسلم - يختلف باختلاف المخاطبين وأحوالهم وبيئاتهم وطرائق تفكيرهم، كل وما يناسبه وينفعه، وقد استفاد من هذا الهدي الصحابة رضوان الله عليهم ففي الأثر الصحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ " (١) وفي الأثر الآخر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " (٢).

وقد رأيت بعد تأمل لكثير من نصوص السنة النبوية أن مراعاة المخاطبين تكون من نواح عدة:

مراعاة سن المخاطب:

ولذا تجد في مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - للصغار من المزاح والمداعبة والكلمات المناسبة محاولة لإدخال السرور في قلوبهم ما يناسب عقولهم وسنهم، ومن النصوص الواردة في ذلك:


(١) أخرجه: البخاري، كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا (رقم ١٢٧).
(٢) أخرجه: مسلم، في المقدمة، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع (ص ١٤).