للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الرؤيا الصالحة شرعا]

إن رؤيا غير الأنيياء لا يعتمد عليها إلا إذا وافقت ما دل عليه الشرع بنصوصه المعصومة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. يقول ابن القيم رحمه الله: (وأما رؤيا غيرهم (أي الأنبياء) فتعرض على الوحي الصريح فإن وافقته عمل بها وإلا لم يعمل بها) (١) هذا إذا كان الأمر متعلقا بأمر شرعي ديني أو أمر كوني قدري وأما إذا كان الأمر لا يخالف شرعا ولا سنة قدرية فإن الرؤيا الصادقة الصالحة تكون من المرجحات فيستأنس بها وقد تقدم الكلام على هذا الأمر في الإلهام فأغنى عن إعادته.

وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الرؤيا جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة لا يدل على أنها حجة قائمة بذاتها لأن لفظ الحديث مشعر بضعفها وإن كانت صالحة فنسبتها جزء واحد إلى ستة وأربعين جزء وتسميتها في الحديث صادقة مشعر بأن الصدق غير ملازم لها لبنائها على وزن الفاعل المفيد لما يدل


(١) انظر مدارج السالكين (١/ ٥١).