الحمد لله الذي أحل لعباده الطيبات وحرم عليهم الخبائث وشرع لهم من الدين ما يقيهم كل ما يلحق الضرر بنفوسهم وعقولهم ومجتمعاتهم ويحميهم من الشقوة والضياع في الدنيا والحسرة والندم في الآخرة، وفتح باب التوبة لعباده الذين أسرفوا على أنفسهم ليستعيدوا سكينة النفس ويستأنفوا استقامة السلوك. وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين وسلم تسليما كثيرا. . أما بعد:
فإن المخدرات وسائر المسكرات من أكبر الجرائم المؤدية بحد ذاتها إلى جرائم خطيرة، فهي أم الخبائث، ومورثة المفاسد، وما وجدت في مجتمع وانتشرت بين أفراده إلا رمتهم في جحيم الشهوات العارمة ومضمار اللذات الهمجية التي سرعان ما تضمحل لتعقبها الأوبئة السارية، والأمراض المعدية إضافة إلى فساد الأخلاق وانتشار الفوضى وكثرة الجرائم المتعددة.