ومن مزاعم الصوفية الغريبة التي لا تنطلي إلا على من باع عقله في سوق التصوف أن لهم ديوانا باطنيا، ومقرا بغار حراء، ورئيس الديوان هو الغوث الذي تقدم ذكره. وهو هنا بمثابة رئيس القضاة، لأن هذا الديوان مركز للقضاء الكوفي يحضره الأحياء والأموات من الأولياء. وقد تحضره الملائكة والأنبياء، ويذكر بعضهم أن النبي الكريم يحضر هذا الديوان أحيانا ومعه عدد من آل البيت.
وأما كيف يتم هذا الحضور للأحياء والأموات من الملائكة والأنبياء والأولياء كيف يسعهم الغار؟ أو المكان الذي أمام الغار، وهو الجبل الذي فيه الغار نفسه يسعهم؟!! هذه الأسئلة غير واردة لأن مثل هذا الهذيان من الكلام غير الواقعي إنما يحكى ولا يتحقق، وهذا ديدن القوم، لأنهم يغربون دائما، وهذا الإغراب مقصود عندهم وهو مقبول عند الغوغائيين، وهو ميدان عملهم، وأما غيرهم فيخفون عنهم هذه الأسرار إن استطاعوا أو يبتعدون عنهم، بل يعادونهم كما تقدم.
وهناك رواية أخرى تقول: إن المجلس الذي يسمى ديوانا في لغتهم إنما ينعقد في القاهرة في فضاء صغير خلف (زويلة المتولي) وهو المكان الذي يستطب فيه كثير من المصابين بأمراض مختلفة، إذ تنهطل البركات والرحمات مجلوبة بسر ذلك الكائن المجهول الذي يقيم هناك مختفيا عن الأنظار، وهو الغوث ليرأس المجلس، وهو لا يسأل عنه ولا