للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد.

فقد حرص المسلمون على إتقان تجويد كتاب الله تعالى، وإخراج كل صوت من مخرجه، ولما كان بعض الأصوات يلتبس ببعض، ويختلط الواحد منها بغيره، اعتنى علماء المسلمين بهذه الأصوات، وفرقوا بينها.

وكان صوتا الضاد والظاء مما نالا عناية العلماء؛ فالضاد من أصوات العربية العسيرة النطق كما وصفه أئمة العربية، وهو قد أصابه كثير من التغير، واختلط بغيره، وكان إحدى صور هذا الخلط نطق الضاد ظاء، ولما كان هذا غير جائز في اللغة، فما بالك في كتاب الله تعالى، فكيف يقرأ قارئ: {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} (١): ظل. . .؟!

ورغم كثرة ما ألف علماء العربية في الضاد والظاء، فإن ما أفرد للقرآن وظاءاته قليل، من هذه الرسالة التي نقدم لها (٢).

وقد سعى مؤلف هذه الرسالة إلى جمع ما ورد في القرآن الكريم من حرف الظاء، ليعلم أن غيره بالضاد. وجعل ظاءات القرآن الكريم في إحدى وعشرين كلمة، على منهج اللغويين في رد تصاريف الكلمة


(١) سورة الإسراء الآية ٦٧
(٢) ينظر مقدمة الاعتماد ٥ - ١٢، ومقدمة الظاءات القرآنية ٥ - ١٢.