وبعد فهذا مبحث وجيز عن أضرار فاحشة الزنا أعاذنا الله منه
مقدمة: ليعلم الحاذق أن الله تبارك وتعالى جعل عالم الإدراك ثلاثة أنواع:
١ - عالم علوي: - وهذا النوع خلق من نور ولم تخلق فيه شهوة، ولا ميل إلى غريزة جنس، ومن أوصافه: أنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهذا النوع هم الملائكة عليهم السلام.
٢ - عالم مركب من العالمين العلوي والسفلي: فيه من العالم العلوي ملكة ونور العقل الذي يتأتى به إدراك نور العلم، وبه يكون مهبط الوحي، ومحل النبوة والرسالة ومنبع الحكمة ومناط التكليف ومركز الحياء، وقد فضل الله هذا النوع بالعقل ومسبباته حتى جعله خليفة في الأرض، وسخر له ما في الأرض جميعا وملكه الأرض، وما احتوت عليه وصوره فأحسن صورته، وأرسل إليه الرسل، وخلق الجنة له إذا أطاع الله وأطاع رسله، وأحل له الطيبات وحرم عليه الخبائث، ونظم له جميع حياته من مهده إلى لحده، وبين له كيفية إقامة وثبات جميع علائقه مع كل النواحي وكل الأفراد، وجعله أهلا للملك والتملك وعلمه ما لم يكن يعلم، مع أنه صور جسمه من الأرض مركز العالم السفلي وركب فيه جميع الشهوات كحب الجاه والرئاسة، ورؤية الفضل على الغير والأخلاق البهيمية كالغضب وحب إشباع الرغبة الغريزية