للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوسيلة السادسة: تطهير الإرادة عن محبة إشاعة الفاحشة في المؤمنين:

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.

هذه الآية من أعظم الوسائل في تطهير المجتمع المسلم من الفواحش والمنكرات؛ لأنها تحذر من إشاعة الفاحشة في صفوف المسلمين، ونشر أخبارها بين الناس، وتتوعد محبيها بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، ذلك أن شيوع الفاحشة بين أوساط المؤمنين يجرئ الناس على الإقدام عليها ويجعلهم يستسهلون الوقوع فيها.

والفاحشة هي الزنى ودواعيه وكل ما فحش من قول أو فعل (١) (٢)، والآية تدل على أن مجرد حب الفاحشة كافٍ في إلحاق العذاب، فكيف بمن يريدون إشاعتها أو يباشرونها؟

فإن قيل: كيف يؤاخذ على مجرد حب إشاعتها مع أنه لو همَّ بها ولم يفعلها لم تكتب سيئة؟ والجواب عن ذلك أن يقال: إن محبتها تعني توطين النفس عليها والتهيؤ لإبراز ما يحب وقوعه، ولذا جيء


(١) انظر: المفردات ص٣٨٧، اللسان (٦/ ٣٢٥).
(٢) انظر: المفردات ص٣٨٧، اللسان (٦/ ٣٢٥). ') ">