للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الأول: في معنى الإنكار

المنكر في الأمر: خلاف المعروف، وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه، فهو منكر، والتنكر: التغير، والنكير: اسم الإنكار الذي معناه التغيير.

والنكير والإنكار: تغيير المنكر" (١).

وأصل الإنكار أن يرد القلب ما لا يتصوره وذلك ضرب من الجهل.

وقد يستعمل ذلك فيما ينكر باللسان، وسبب الإنكار باللسان الإنكار بالقلب، ولكن ربما ينكر اللسان الشيء وصورته في القلب حاضرة ويكون في ذلك كاذبا، وعلى هذا قوله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} (٢).

والمنكر: كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه، أو تتوقف عن استقباحه العقول فتحكم الشريعة بقبحه، وإلى هذا القصد في قوله تعالى: {الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٣). والنكير: الإنكار قال تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} (٤) أي: إنكاري. والإنكار تغيير المنكر (٥).

قال القرطبي: (المنكر ما أنكره الشرع بالنهي عنه، وهو يعم جميع


(١) لسان العرب مادة نكر.
(٢) سورة النحل الآية ٨٣
(٣) سورة التوبة الآية ١١٢
(٤) سورة الحج الآية ٤٤
(٥) بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، بصيرة في نكر ٥/ ١٢٠