جبل الله الشيخ عبد العزيز على صفات حميدة، وطبائع فريدة، منذ حداثة سنه، فكانت خلقا فيه غير متكلفة، وسجية من سجاياه المتمكنة من نفسه، وهذه هبة من الله سبحانه، يمن بها على من يشاء من عباده {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(١)، وهذه الصفات كلها خير، وتحث على الخير، يحبها الشيخ، ويدعو إليها، ولا تكلف فيها عنده. . ومن تلك الخصال:
١ - الكرم: هذه الخصلة التي حفل بها تاريخ العرب وطبائعهم، حتى كان الكرم العربي مضرب الأمثال، واشتهر بذلك رجال عرفوا في التاريخ كحاتم الطائي وغيره كثير.
ولكن الكرم في الشيخ عبد العزيز يختلف عن أولئك بأمور فهو كريم بماله، وكريم بطعامه، وكريم بجاهه، وكريم بعلمه. . ويتمثل فيه الكرم بشتى صوره. . ينطبق عليه قول الفرزدق في علي زين العابدين عندما مدحه بقصيدة جاء فيها:
ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم
لا يرد سائلا، ولا يرجع من عنده طالب حاجة خائبا، أذكر