للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثالثا: مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات والنجاة من النار:

قال تعالى: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} (١).

وروى مسلم في (الصحيح) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدين (٢)»

وروى ابن ماجه في السنن من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن للشهيد عند الله ست خصال يغفر له عند أول دفعة من دمه. . . (٣)» الحديث. وإسناده حسن.

وروى مسلم في (الصحيح) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه عن


(١) سورة آل عمران الآية ١٩٥
(٢) صحيح مسلم جـ ٣ ص١٥٠٢ رقم ١٨٨٦ انظر (إرواء الغليل ٥/ ١٧ - ٨/ ١ رقم ١١٩٦). قال الدمياطي في (مشارع الأشواق ٢/ ٧٢١: وقال القرطبي في تفسيره: الدين الذي يحبس صاحبه من الجنة - والله أعلم - هو الذي قد ترك الوفاء ولم يوصي به، أو قدر على الأداء فلم يؤده، أو أدانه في سفه أو سرق، ومات ولم يوفه، وأما من أدان في حق واجب كفاقه وعسر ومات ولم يترك وفاء، فإن الله لا يحبسه عن الجنة إن شاء الله شهيدا كان أو غيره، لأن على السلطان فرضا أن يؤدي عنه دينه، إما من جملة الصدقات أو من أسهم الغارمين أو من الفيء الراجع على المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ترك دينا أو ضياعا فعلى الله ورسوله، ومن ترك مالا فلورثته " رواه البخاري في التفسير، سورة الأحزاب: ٣٣، ومسلم في الفرائض ٣/ ١٢٣٧ رقم ١٦١١. وقال صلى الله عليه وسلم: " من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، من أخذها يريد إتلافها أتلفه الله " رواه البخاري ٣/ ٨٣، وذكره القرطبي في التذكرة ص ١٩٤، ١٩٥.
(٣) سنن ابن ماجه جـ ٢ ص ٩٣٥ رقم ٢٧٩٩، وعبد الرزاق في المصنف جـ٥ ص ٢١٥ وسعيد بن منصور جـ٢ ص٢٣٤ رقم ٢٥٦٢، وأحمد جـ٤ ص١٣١، والترمذي جـ ٤ ص - ١٨٧ رقم ١٦٦٣.