الحمد لله الذي شرع لعباده ما تستقيم به أحوال معاشهم، ويسعدهم في معادهم بالجزاء الأوفى، الذي حد الحدود لتبعث في النفوس اطمئنانا، يمنع من الجريمة، وواقيا يحمي المجتمعات من تسلط المجرمين، والصلاة والسلام على البشير النذير، الذي أرسله ربه مقيما للعدل وموضحا للحق وحريصا على تنفيذ حدود الله، حتى لا تفسد الأمة، وعلى آله وصحابته الذين أقاموا سنته، ونشروا راية الإسلام في أرجاء المعمورة، رمزا للعدل، وتمكينا لحق لا إله إلا الله.
أما بعد: فإنها حدود وزواجر، وترغيب وترهيب، منها الوازع الديني ومراقبة النفوس، ومنها الوازع السلطاني وردع المعتدي بالقوة، حكمة أرادها الله لتحدث توازنا في المجتمع ككفتي الميزان، فالشرعة المحددة