للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ألقاب وهمية يستغلها مشايخ الصوفية لاستجلاب الأرزاق وإفساد العقيدة]

والخرافات التي يوهم بها مشايخ الصوفية عوام الناس أن لهم تصرفات في هذا الكون وصلاحيات للمشاركة في أقدار الله، تلك الألقاب التي اصطنعوها لأشخاص مجهولين، بل لا وجود لهم في الدنيا، منها:

١ - الغوث أو الغوث الأعظم: -

وهو واحد دائما لا يتعدد، وهذا المنصب منصب متنازع فيه دائما، فابن عربي يدعيه بوصفه خاتم الأولياء - كما زعم - والتيجاني يدعيه ويصدقه أتباعه المؤمنون به ويرون أنه الغوث الأعظم، والقادرية تدعيه للشيخ عبد القادر الجيلاني، وهو بريء منهم ومن دعواهم، لأن الشيخ عبد القادر الجيلاني - وهو خلاف (الجيلي) - عالم حنبلي بغدادي نشأ ببغداد وتوفي ببغداد.

وذكره الذهبي في " العلو " واستشهد بكلامه في الصفات وذكر أنه معروف بالكرامة. وإجابة الدعاء أو كلاما قريبا من هذا فليراجع.

ولعل هذا المعنى هو الذي جعل عوام الناس تبالغ في تعظيمه إلى حد العبادة، ثم زعم بعض الماكرين من المتصوفة أنه صاحب طريقة ونسبوا له الطريقة القادرية، ثم زعموا أنه غوث الزمان، والغريب في الأمر تلك القباب المنتشرة في أكثر الجهات في المدن والقرى ويطلقون عليها قبة الشيخ عبد القادر، وأنا أجزم أن من سموه الشيخ عبد القادر الجيلاني وعبدوه من دون الله وبنوا عليه تلك القباب إنما هو كائن مجهول اخترعه شياطين الإنس مستعينة بشياطين الجن، وليس هو الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي - هذه هي النتيجة التي وصلت إليها بعد تفكير طويل في أمر الجيلاني. والله أعلم.

ومما لا يخفى على صغار طلاب العلم قبل الكبار أن إطلاق الغوث على مخلوق ما والاعتقاد بأنه هو الذي يغيث العباد، أو أن الله لا يغيث العباد إلا بواسطته اعتقاد وثني كانت تعتقده الجاهلية الأولى، بالنسبة للواسطة لا الاستقلال، وأما اعتقاد أن مخلوقا ما