الأمير الكبير، أبو عبد الرحمن اللخمي، متولي إقليم المغرب، وفاتح الأندلس.
قيل: كان مولى امرأة من لخم. وقيل: ولاؤه لبني أمية، وكان أعرج مهيبا، ذا رأي وحزم.
يروي عن تميم الداري.
حدث عنه ولده عبد العزيز، ويزيد بن مسروق.
ولي غزو البحر لمعاوية، فغزا قبرس، وبنى هناك حصونا، وقد استعمل على أقصى المغرب مولاه طارقا، فبادر وافتتح الأندلس، ولحقه موسى فتمم فتحها، وجرت له عجائب هائلة، وعمل مع الروم مصافا مشهودا.
ولما هم المسلمون بالهزيمة كشف موسى سرادقه عن بناته وحرمه، وبرز ورفع يديه بالدعاء والتضرع والبكاء، فكسرت بين يديه جفون السيوف، وصدقوا اللقاء، ونزل النصر، وغنموا ما لا يعبر عنه ; من ذلك مائدة سليمان - عليه السلام - من ذهب وجواهر، وقيل: ظفر بستة عشر قمقما عليها ختم سليمان ففتح أربعة ونقب منها واحدا فإذا شيطان يقول: يا نبي الله، لا أعود أفسد في الأرض. ثم نظر فقال: والله ما أرى سليمان ولا ملكه، وذهب، فطمرت البواقي.
وقال الليث: بعث موسى ابنه مروان على الجيش، فأصاب من السبي مائة ألف، وبعث ابن أخيه فسبى أيضا مائة ألف من البربر، ودله رجل على كنز بالأندلس، فنزعوا بابه فسال عليهم من الياقوت والزبرجد ما بهرهم.
قال الليث: إن كانت الطنفسة لتوجد منسوجة بالذهب واللؤلؤ والياقوت لا يستطيع اثنان حملها فيقسمانها بالفأس.
وقيل: لما دخل موسى إفريقية وجد غالب مدائنها خالية لاختلاف أيدي البربر، وكان القحط، فأمر الناس بالصلاة والصوم والصلاح، وبرز بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات ففرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والضجيج، وبقي إلى الظهر، ثم صلى وخطب، فما ذكر الوليد، فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ فقال: هذا مقام لا يدعى فيه إلا لله. فسقوا وأغيثوا.